استضافت مدينة الشارقة المستدامة، المجتمع الصديق للبيئة الذي طوّرته هيئة الشارقة للاستثمار والتنمية (شروق) بالتعاون مع شركة “دايموند ديفيلوبرز”، الأسبوع الماضي وفداً رفيع المستوى من إدارة الجامعة الأمريكية في الشارقة، في إطار الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين وبهدف فتح آفاق جديدة للتعاون البناء ودعم جهود الجامعة في التحول المستدام وتبني مفهوم الطاقة منخفضة الكربون.
وقد تجول الوفد الزائر في ارجاء المدينة للاطلاع على حلول الإسكان المستدامة عن كثب والتعرف على تقنيات وأساليب بناء مجتمع سكني خالي من الانبعاثات الكربونية لتوفير أرقى مستويات المعيشة دون إحداث تأثير سلبي على البيئة.
وقد ترأس الوفد الزائر الدكتورة جانيت فينكي، الرئيس التنفيذي للعمليات في الجامعة الأمريكية بالشارقة، وضم كلاً من حيدر عوني، مدير العمليات، وجورجيوس شاميلوثوريس، مدير أول لتطوير الحرم الجامعي، وسعيد العزاوي، مدير إدارة المرافق، وبراسانا سالغادو، مدير قسم خدمات الهندسة الكهربائية والميكانيكية في الجامعة.
كما زار أعضاء الوفد مختلف مَرافِق المدينة مثل الفلل الموفرة للطاقة ومحطات تحويل النفايات إلى طاقة ومرافق إعادة تدوير المياه والنفايات والبيوت الخضراء
والاطلاع على حلول التنقل النظيف، وعقدوا جلسة نقاشية مع كبار المسؤولين والمهنيين الفنيين من مدينة الشارقة المستدامة، أبرزهم المهندسة لانا المحمود، مهندسة الطاقة المتجددة، وكارل عطالله، مدير التسويق، وماجد السويدي، مدير تطوير الأعمال.
وأكد الوفد أثناء زيارته للمدينة وفي سياق المناقشات التي اجراها مع مسؤولين المدينة حرصت الجامعة الأمريكية في الشارقة على تحويل السكن الجامعي إلى سكن مستدام ومنخفض الكربون من خلال اجراء سلسلة اصلاحات وتعديلات كفيلة بخفض انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وإنشاء بنية تحتية أكاديمية ذات مستوى عالمي وكفاءة عالية في استخدام الطاقة ما يسهم في نهاية المطاف في إذكاء روح الابتكار وتحفيز التفكير الإبداعي للمستقبل.
وبهذا الصدد، عبر كارل عطا الله، مدير التسويق في مدينة الشارقة المستدامة، عن سعادته بزيارة الوفد مؤكداً انها تعكس تنامي علاقات التعاون بين مدينة الشارقة المستدامةو الجامعة الأمريكية في الشارقة، إحدى أشهر المؤسسات التعليمية الرائدة في المنطقة، كما أشار الى ان مدينة الشارقة المستدامة كانت ولا زالت في طليعة المجتمعات المستدامة منخفضة الكربون في الشارقة لاسيما وانها صُمِمَت خصيصاً لتوفر اساليب عيش مستدامة من خلال تبنيها التقنيات الخضراء مثل المنازل الذكية التي تعمل بالطاقة الشمسية ، البيوت الخضراء للزراعة العمودية بالإضافة الى توفيرها شواحن سيارات كهربائية الأفضل على مستوى المنطقة ، و مصانع الغاز الحيوي و خيارات تنقل صديقة للبيئة.
من جانبها، عبرت الدكتورة جانيت فينكي عن اهتمامها وفريقها بفهم الطرق والتوجهات التي تتبعها مدينة الشارقة المستدامة بهدف تقليل انبعاثات الكربون، حيث استعرضت لانا المحمود، مهندسة الطاقة المتجددة في المدينة، امام الوفد الزائر طرق إدارة المجمع لموارد المياه بكفاءة وفعالية عالية، وكيفية تطوير البنية التحتية الخاصة بالطاقة المتجددة، وأساليب دعم المدينة للمواد والموارد المستدامة دون المساس أو التأثير على نمط حياة السكان.
واكدت الدكتورة جانيت فينكي، الرئيس التنفيذي للعمليات في أمريكية الشارقة، خلال الزيارة سعي الجامعة الى بذل المزيد من الجهود في سبيل تحويل السكنات الجامعية الى سكنات مستدامة تعمل بالطاقة الذكية تدعمها بنية تحتية منخفضة الكربون بهدف ضمان مستقبل أكثر اخضرارا والوصول بصافي الانبعاثات إلى الـصِـفر. ومن هذا المنطلق، تشكل مدينة الشارقة المستدامة الشريك المثالي والأفضل لدعم توجهات الجامعة بفضل خبرتها ومعرفتها الواسعة في تطوير المجتمعات المستدامة على مستوى المنطقة.
وأضافت: “تهدف الجامعة الأمريكية في الشارقة الى أن تصبح نموذجاً مثالياً يحتذى به في مجال الاستدامة مقارنة بالمؤسسات الأكاديمية الأخرى في المنطقة مقارنة من خلال استكمال مشروع الإسكان الذي يوفر بنية تحتية ذكية تشجع على تبني أسلوب حياة نشط وتضمن رفاهية السكان مع الحفاظ على البيئة من خلال تخفيض الانبعاثات الكربونية وتحقيق أعلى كفاءة ممكنة في استخدام الطاقة،” مشيرة الى أن الزيارة ستدعم الشراكة بين الطرفين وتفتح آفاق جديدة للتعاون المستقبلي البنّاء بهدف تطوير مجتمعات مستدامة.
وتعتبر مدينة الشارقة المستدامة مشروع سكني متعدّد الاستخدامات وعالميّ المستوى يلبّي أعلى معايير الاقتصاد الأخضر والاستدامة البيئية والاجتماعية في الإمارة. وقد تم تطويره من خلال شراكة استراتيجية بين هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) و”دايموند ديفيلوبرز”، الشركة المتخصصة في تطوير المشاريع البيئية المستدامة في دولة الإمارات. مدينة الشارقة المستدامة هي نموذج حي لمدن المستقبل، وأول مشروع في إمارة الشارقة يعمل بالطاقة النظيفة والمتجددة بالكامل عبر الألواح الشمسية المثبّتة على أسطح المباني.
تنتج المدينة كامل احتياجاتها من الطاقة المتجددة بالاعتماد على الألواح الشمسية فوق أسطح منازلها، كما تعمل على إعادة تدوير المياه والنفايات، إضافة إلى زراعة الخضروات والخضار الورقية على مساحات زراعية مخصصة لهذا الغرض كما أنها تمتاز بكونها مجتمع متكامل تمامًا وخالٍ من الانبعاثات الكربونية مع توفيره لأسلوب حياة مستدام ونابض بالحياة.