مساء يوم السبت الموافق 27 مارس 2021، يتحد الملايين من الناس احتفالا بساعة الأرض، وهي مبادرة عالمية جديرة بالثناء تهدف إلى نشر التوعية حول خطر التغير المناخي وأهميّة التخفيف من البصمة الكربونية حول العالم. من الساعة 8:30 مساء وحتى الساعة 9:30 مساء (بتوقيت دولة الإمارات العربية المتّحدة) سيقوم الناس من مختلف أنحاء العالم بإطفاء الأضواء وأدواتهم الكهربائية من أجل التخفيف من استهلاك الطاقة.
وبالطبع، إطفاء أنوارنا لمدّة 60 دقيقة هي مجرد مبادرة رمزية مقارنة بالمستوى الحقيقي للتحديات التي نواجهها، فالمطلوب هو تحوّل أساسي في مقاربتنا للاقتصاد والنمو والتطوّر مع تبني أسلوب حياة أكثر استدامة. فالاستدامة يجب أن تشكّل جزءاً لا يتجزّأ من حياتنا وسلوكياتنا اليومية وأن نعمل على تصميم مدننا ووسائل تنقّلنا باعتماد هذا النهج لضمان مستقبل أكثر استدامة.
عندما قمنا بتصميم مدينة الشارقة المستدامة، أردنا أن نحقق نموذجاً ناجحاً لمدينة المستقبل، نموذجاً يكون قابلاً للتطبيق في مختلف أنحاء العالم. فمدينة المستقبل لا تقتصر على امتلاكها أكبر عدد من الابتكارات التكنولوجية أو أعلى مستوى من شبكات الاتصال أو الأجهزة الذكية فحسب، بل هي مدينة قادرة على أن تجمع كلّ تلك الإبداعات وتطبيقها بشكل ذكيّ يسمح للمجتمعات بالازدهار والتطوّر على نحوٍ مستدام.
في مدينة الشارقة المستدامة، عملنا على إيجاد حلول في تقنيات تصميم أنظمة الطاقة في كامل المشروع من أجل تقليص إجمالي الطلب على الاستهلاك بشكل كبير. على سبيل المثال، اخترنا وضع الفلل السكنية في موقع محدّد للتخفيف من حدّة أشعّة الشمس، ، وتمّ إغلاق جميع الواجهات المواجهة للجنوب من أجل التخفيف من وطأة الحر. إضافة إلى ذلك، تعمل الجدران والأسقف والنوافذ المعزولة والعاكسة للأشعّة فوق البنفسجية على تقليص أحمال المكيّفات الهوائية والاستهلاك الكهربائي. كما اعتمدنا تطبيق أحدث وسائل التكنولوجيا في أنظمة التكييف والتجهيزات الكهربائية والتي تساهم بشكل كبير في تقليل استهلاك الطاقة، وقد تمّ تركيب وحدات الطاقة الشمسية على أسطح الفلل والمباني لتوفير 50٪ تقريباً من استخدام الطاقة وتقليل انبعاثات الكربون وبالتالي التخفيف من التكاليف المالية في المرافق على السكان.
لعلّ هذه أمثلة قليلة عن الطرق التي يمكن أن تؤدّي إلى تحقيق أثر هائل على المدى الطويل بفضل التحوّل في التفكير. ونحن على يقين بأنّه باعتمادنا هذا الأسلوب، سنتمكن من إحداث تأثير كبير على التغيّر المناخي، وأن نضمن لأطفالنا والأجيال المقبلة حياة أكثر استدامة.