ينطلق غداً أسبوع الغذاء والزراعة وسبل العيش، وهو الأسبوع التاسع من أسابيع الموضوعات في إكسبو 2020 دبي، حيث يناقش المشاركون زراعة الغذاء بشكل مستدام لتلبية الطلب في المستقبل.
وتشير التقديرات الرسمية، إلى أنّ تعداد سكان العالم، سيصل إلى أكثر من 10 مليارات نسمة بحلول عام 2050، ما يعني زيادة الطلب بصورة كبيرة على الموارد الغذائية، وسيأتي الطعام الموجود على مائدتنا من أراضٍ ومناطق زراعية، تختلف عن المناطق التي تزودنا به في الوقت الحاضر، بما يعني ان خريطة زراعية جديدة في طور التشكل.
فعلى سبيل المثال، ستأتي الحمضيات من جورجيا، والأفوكادو من صقلية، والقهوة من الصين. في حين أنّ دول حزام القهوة مثل كولومبيا، ستعاني من صعوبة إنتاج محاصيل القهوة العربية، وفقاً لما أشار إليه عالم البيئة السويسري رومان جروتر، في بحثه المنشور في الشهر الماضي، والذي تناول من خلاله الدراسات السابقة، عن التأثير الكارثي لتغير المناخ على الأمن الغذائي وأسلوب الحياة.
ويتناول البحث الذي تميز بشموليته، أحد أهم الأسئلة التي تشغل البشرية حتى اللحظة: كيف يمكننا العيش والازدهار في تناغم وانسجام تام مع كوكبنا؟ بالتأكيد، تحظى هذه القضية باهتمام المجتمع الدولي على نطاق واسع، وتتضاعف الجهود حالياً، بهدف بناء عالم مستدام، وتمت مناقشة هذه القضية موسعاً قمة التغير المناخي التي انعقدت أواخر العام الماضي في غلاسكو، وجمعت الأطراف معاً، لتسريع العمل من أجل تحقيق أهداف اتفاق باريس، واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
قوة الاستدامة
وتعليقاً على دور الاستدامة المحوري في تحفيز النمو الاقتصادي، قال يوسف أحمد المطوع المدير التنفيذي لمدينة الشارقة المستدامة: «لقد آمن الآباء المؤسسون منذ قيام الدولة، بقوة الاستدامة ودورها المحوري في تحفيز الازدهار والنمو الاقتصادي، وتحويل الصحراء القاحلة إلى واحات خضراء. وانطلاقاً من هذا التوجه، أعلنت القيادة الرشيدة عن إطلاق الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051، بهدف جعل الدولة مركزاً ريادياً عالمياً للأمن الغذائي القائم على الابتكار، وأساليب الحياة المستدامة».
وأضاف المدير التنفيذي لمدينة الشارقة المستدامة: «تسعى دولة الإمارات، من خلال هذه الاستراتيجية، إلى تصدر مؤشر الأمن الغذائي العالمي بحلول عام 2051، من خلال تعزيز الإنتاج الغذائي المستدام، الذي يشكل أحد أهم الركائز الأساسية لاستراتيجية الأمن الغذائي. ولا شك أنّ المجتمعات المستدامة في الدولة – مثل مدينة الشارقة المستدامة، والمدينة المستدامة في دبي، ومدينة مصدر في أبوظبي – باتت تشكل جزءاً رئيساً من هذه الاستراتيجية، بفضل توفيرها حلول عملية وذكية، تتناسب مع الطلب المتزايد على الغذاء والماء والموارد الطبيعية».
الغذاء والزراعة
ويرى يوسف أحمد المطوع، في «أسبوع الغذاء والزراعة وسبل العيش»، الذي ينطلق في «إكسبو» غداً، ويستمر حتى 23 الجاري، أنّه سيشكل منصة هامة لمناقشة ودراسة دور المجتمعات المستدامة، من منظور ثقافي واجتماعي وبيئي واقتصادي، ويمثل أيضاً فرصة مثالية، لتسليط الضوء على مساهمتها الحيوية في دعم الأمن الغذائي على المستوى الوطني.
ويلفت يوسف أنّ المجتمعات المستدامة هي خير مثال قادر على تجسيد الروابط المعقدة للاقتصاد الدائري، حيث تعكس العلاقة الترابطية بين الزراعة الحضرية وإنتاج الغذاء المستدام من جهة والطاقة الشمسية التي تمدها بالطاقة من جهة أخرى. وبحسب تقديرات المنتدى الاقتصادي العالمي، سيساهم الاقتصاد الدائري العالمي بما يصل إلى 4.5 تريليون دولار في الفوائد الاقتصادية بحلول عام 2030، على الرغم من أن 8.6 في المائة فقط من الاقتصادي العالمي دائري حالياً.